-A +A
تركي الدخيل
توشك تحويلات الأجانب من السعودية أن تصل إلى 160 مليار ريال، سنويا، والرقم في تزايد من عام إلى عام.
حتى نكون منطقيين، فمن الطبيعي أن يحول عشرات الجنسيات أموالا لأهلهم وذويهم في بلدانهم بشكل دوري، وهذا من أبسط حقوقهم الإنسانية، وخصوصا بالنسبة لبلد مفتوح اقتصاديا. لكن غير المعقول أن تكون البلد مقفلة لاستيعاب هذه الأموال في منافذ طبيعية ضمن الترفيه البريء.

ما الذي يجعل دولا شقيقة كالكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات، وعمان، قابلة لمشاريع ترفيهية، يمكن أن يصرف الأجانب فيها المال الذي يحصلون عليه من كدهم وعرق جبينهم في البلد التي حصلوا على المال منها، بدلا من تحويل هذا المبلغ الذي يوشك أن يكون ميزانية دولة بأكملها؟!
ليس من حقنا أن نلوم الناس على تحويل أموالهم، ونحن ليس لدينا مشاريع يمكن أن تستوعب هذه الأموال، يمكن للأجانب أن يصرفوا أموالهم فيها.
قابلت عشرات من سائقي التكاسي والعمال والموظفين الذين عملوا في السعودية، ثم انتقلوا للعمل في الخليج، وكنت إذا سألتهم: ما رأيكم في السعودية، تحسروا على زمن كانوا يجمعون فيها المال. وكنت أقول في نفسي: «هذا بلى أبوك يا عقاب»! ليت في السعودية ما يجعلكم تصرفون كما تفعلون في دول الخليج الأخرى!
إنها أسئلة بريئة، إذا لم نجب عليها، فليس من حقنا أن نستنكر أن يحول الأجانب، لا 160 مليار ريال سنويا، بل 610 مليارات أيضا.